السبت، 5 يونيو 2010

ماتحت الوسادة ..... إيمان علي بلال


ما تحت الوسادة

تعودت بعد موت زوجي أن أحتفظ به تحت وسادتي لم أعلم في يوم أنني سأكون بحاجه للتوضيح ...


* * * * * *


مات زوجي وطفلتي لم تناهز الاربع سنوات... منذ ذلك الحين كانت تنام بجواري علي سريري وكانت نظرات عينيها تثير التساؤلات " ماذا تحت الوساده ؟ " وكل عام تكبر طفلتي والتساؤلات تكبرعاما تلو الاخر ... حتي أصبحت ذات العشرة ربيعا فقمت بتجهيز غرفه خاصة لها وكم كانت سعيده كأنها ملكت الدنيا .
ومرت الأيام وفي يوم كنت أمر بجوار غرفتي فوجدتها تتحسس ما تحت الوساده فقلت لها بصوت عال " ماذا تفعلين ؟ " تغيرت ملامحها البريئه الي ملامح الخوف كأني قبضت عليها بالجرم المشهود وكادت أن تسقط دمعه علي وجنتيها فأقتربت منها حتي لا تبكي وقلت لها في هدوء " ماذا تفعلين صغيرتي ؟" أشارت الي الوساده وقالت " ماذا تحت الوسادة يا أمي ؟؟؟ " حينها صمت لبرهه وعلمت أن هذه هي اللحظة التي ليس منها فرار فحاولت ان أستجمع شتات أمري لأظهر لها الحقيقه وأقص عليها الحكايه ومددت يدي لأخرج ما تحت الوساده فإذا بعلامات التعجب تغزو وجهها وقالت " مقص؟ " وهي لا تصدق عينيها وتريد ان تتيقن أذا ما قد رأته هو الحقيقه فقلت " نعم بنيتي " نظرت الي وصمتت , أنتظرت لأكمل الكلام وعيناها تسألني لماذا هو هناك ؟ لم أرغب أن تعذبها التساؤلات فأردفت " اليوم أنتِ كبرتي ويجب أن تعلمي الحقيقه ولماذا كنت أحتفظ بهذا المقص لعدة سنوات تحت وسادتي ... أتذكرين حين قلت لكِ أن أبيك ذهب لرب السماء أتذكرين حين قلت لكِ أن أبيك من الشهداء ... نعم من الشهداء ... فقد مات يدافع عن عرضه ... عن أسرته وبيته ... مات " وكادت الدمعات تذرف من عيني وهي تتابع ملامحي مشدوهه دون أن تبكي منتظرة مني أن اكمل ما حدث فأكملت " في أحدي الليالي تسلل لص الي المنزل وحين سمع أبوكِ حركة بخارج الغرفة و كنتي حينها صغيرة خرج ليري من هناك لكن اللص باغته بضربه أودت بحياته " صمت لأنظر الي ملامحها وعيناها ولكن لم تبكِ وهذا ما أعطاني القدره لأكمل " هنا أرتجف قلبي وكنت أخاف عليكِ صغيرتي لم أشعر سوي بيدي تخرج هذا المقص من الدرج ليخترق صدر اللص الذي فارق الحياة أثر تلك الضربة " صمت مرة أخري لأنظر الي ملامحها وأري ما تقوله عيناها لكن ليس هناك دمعات وأكملت " قتلته صغيرتي خوفا عليكِ فلقد قام بقتل أبيكِ وكان دوركِ آت ... وأحتفظت بهذا المقص دائما تحت وسادتي فلا أشعر بالراحة أو تذهب للنوم عيني ألا أذا كان تحت الوساده " وصمت فأرتمت باحضاني ولم تبكِ وقالت لي " لا تخافي امي انا كبرت وسأدافع عنكِ وسأظل بجوارك حبيبتي " كان حضنها دافيء جدا شعرت كأنها هي أمي فنظرت الي وقالت " هل يمكن أن أنام معكِ اليوم ؟ " أبتسمت وقلت " بالطبع " ونمنا سويا وقبل ان تذهب عيني في النوم تحسست بيدي الي تحت الوساده لالمسه قبل أن انام ويطمئن قلبي.
وبعد مرور أيام عادت طفلتي لتنام بغرفتها الصغيرة التي كانت تنهاني من ان أقوم بتنظيفها أو ترتيبها وفي أحدي الليالي وجدتها غير مرتبة فقمت بترتيبها وحين كنت أرتب السرير شيء ما جعلني أنظر تحت الوساده وصعقت حين رأيته .. مقصاً آخر صغيراً مقصاً من البلاستيك كان في أدوات الحياكه لديها الخاصة بالاطفال.. لم أتمالك دمعاتي وبكيت كثيراً بكيت ولم أعلم لمتي بكيت .
سؤالي هو
نحتاج لكم مقص لندافع عن عرضنا وأهلنا وبيتنا ؟ كم مقص سيكفينا لنقوم بذلك ؟

تأليف: إيمان علي بلال

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

أيمان السلام عليكم
الخط غير واضح على الجهاز بسبب البنط الضخم
أتمنى لك الحب والسعادة وكييف حال العمل بالمحاماة ؟

modcena يقول...

السلام عليكم

نعم هى فكرة الامان
كان لى حادثا مختلفا يوما ما جعلنى استعد لان يتكرر وربما انتظر ان يتكرر

بالطبع لن اضع مقص تحت وسادتى لكنى مستعد
او فقط اقنع نفسى بذلك

تحياتى
محمود.